كيف رسمت موازين القوى الدولية حدود ومراحل حرب أوكرانيا..اتفاق سري صامت لم يكتب على ورق يحسم نهاية الحرب:
تابعنا جميعًا أحداث حرب أوكرانيا منذ بدايتها..وقد رسم الكثير منا سيناريوهاتها المحتمله كان أكثرها سوءًا اندلاع حرب نووية عالمية مدمرة للجميع….ولكن ما حدث أن المراحل التي مرت بها تلك الحرب أعاد تشكيل رؤية ومنظور نتيجة تلك الحرب.. ولنستعرض تلك المراحل كالتالي:
١- اندلاع الحرب وهجوم من جميع الجهات للقوات الروسية على الأراضي الأوكرانية..وصولًا للهجوم على العاصمة الأوكرانية نفسها.
٢ – إعلان دول الغرب مجموعات متتالية من الحزم العقوبات الاقتصادية القاسية على روسيا..واجهتها روسيا بعقوبات اقتصادية مضاده كان أهمها وقف التعامل بالدولار في مبيعات الغاز الروسي لدول الغرب والاقتصار التعامل بالروبل الروسي ..بل وتقليص وإيقاف امداد الغاز لبعض دول أوروبية بشكل مؤقت.
٣ – امداد دول الغرب للجيش الأوكراني بأسلحة تكتيكية متطورة لمواجهة الهجوم الروسي كان أهمها صواريخ “نل واس” وصواريخ “الجافلن” المضادة للدروع والطائرات المسيرة خاصة التركية البيريقدار…وهو ما ابطأ التقدم العسكري الروسي بالفعل على الأراضي الاوكرانية بل وأصابه بالارتباك..وفي المقابل قامت روسيا بالتلويح باستخدام الخيار النووي وفي الميدان قامت باستخدام أسلحة أكثر فتكًا وعالية الدقة مثل صواريخ “إسكندر إم” ذات الشراك الخداعية للردارات وصواريخ “كاليبر” الملقب بالفتاك أو الفريد وصواريخ “أونيكس” الملقب بالصاروخ الرهيب…وإعادة ترتيب وتنظيم الهجوم البري واستبدال بعض قيادتها في الميدان.
٤- كان نتيجة كل ما سبق أن تشكلت خريطة الحرب الأوكرانية بشكل غير معلن وغير ظاهر ..بشكل جعل روسيا لا تقدم على ضرب منطقة غرب أوكرانيا التي يأتي منها الامدادات العسكرية الغربية لأوكرانيا..بل ودفعها لوقف هجومها على العاصمة الاوكرانية واقتصار هجومها على إقليمي (دونيتسك ولوهانسك)….ذات الاغلبية الناطقة بالروسية واللذان سيشكلان حدود الجمهوريتين اللتان أعلنتا انفصالهما من قبل عن الأراضي الأوكرانية….في المقابل أكدت أمريكا وحلفائها أكثر من مره أنها لن ترسل للجيش الأوكراني صواريخ بعيدة المدى يمكنها أن تضرب العمق الروسي تجنبا للمواجهة المباشرة مع الروس..بل ولاحظنا أن عزيمة الجيش الاوكراني قد قلت بل وانعدمت في الدفاع عن الاقيليمين الانفصاليين ويعلنون بكل صراحه أنهم ينهزمون فيهما أمام القوات الروسية…كما يدل الحديث المتكرر للرئيس الاوكراني زينلسكي عن وجوب إعادة إعمار أوكرانيا على أن الحرب على وشك أن تضع أوزارها وتنتهي باتفاق غير معلن بين جميع الأطراف تتنازل أوكرانيا بشكل غير معلن عن الإقليمين المنفصلين ويصمت الغرب على ذلك في مقابل بقاء باقي دولة أوكرانيا كما هي وبقاء النظام القائم بها بتوجهاته التي تميل للغرب.. وانضمام دول مثل فنلندا والسويد لحلف النيتو…وبداية الحديث بأن هناك احتمال للتفاهم الدبلوماسي بين روسيا وأمريكا كما أشار لذلك وزير الخارجية الامريكي بلينكن في حديثه الأخير…ولله في خلقه شؤون.